فضيلة الشيخ أعاني حزنا شديدا لا أعرف له سببا مقنعا، فأنا رجل متزوج ودخلي المالي ممتاز... لكن الحزن لا يفارقني... كيف أتخلص من هذه الحالة؟
الرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن السعاة والعمل على تحصيلها أمر جبلت البشرية على التطلع إليه والبحث عنه.. ولكن هذا البحث يختلف من شخص لآخر حسب المعتقدات والقيم التي يتربى عليها الإنسان، فيبدأ يبحث عن سعادة منشودة حسب تصوره، فمن الناس فمن يبحث عنها في متع الدنيا والاستزادة منها من مأكل ومشرب ومنكح وتشبع من مال، ومنهم من يبحث عنها بالرياضات الروحية القاسية التي يعرض لها نفسه ويدعي أنها مصدر للسعادة.. وكل يتصور عالمه بحسب المعطيات المتوفرة لديه، ونحن كمسلمين نستمد السعادة وسكون القلب من الصلة بالبارئ الخالق القوي المتين فنستضيء في دروب هذه الحياة برسالة نبينا وكتاب ربنا الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
ولست أرى السعادة جمع مال *** ولكن التقي هو السعيد
حياك الله أيها الأخ الكريم ونرحب بك ونشكرك على الثقة بالموقع، ونضع بين يديك بعض المقترحات المعينة- بإذن الله- في التخلص من هذه الحالة التي تعاني منها:
عليك باللجوء إلى فارج الهم كاشف الغم، ألح عليه بالدعاء بأن يذهب عنك ما تشعر به من ألم وضيق.
الذكر بجميع أنواعه من تسبيح وتهليل وتحميد وتكبير... من أهم أسباب إزالة الهم، قال تعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
واظب على الصلاة على وقتها وفي المسجد مع الجماعة.. {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}.
أظلك شهر الرحمة والمغفرة فكن فيه من المسارعين في الخيرات، صمه حق صيامه، وقمه حق قيامه، سيكون لك بذلك الفرح والفوز في الدارين... يقول تعالى في الحديث القدسي: «كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها... إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به».
العمرة في هذا الشهر تعدل حجة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.
تواصل مع أهلك، وتصدق على المحتاج وامسح على رأس اليتيم وكن عونا للفقراء والمساكين، فالإيجابية والفاعلية والإنجاز مما ينمي الشعور بالذات وحب الإنتاج والزيادة من الخيرة.
قيام الليل من أسباب شرح الصدر والمساعدة الروحية والقوة البدنية.
